سيحتاج ليفربول حامل اللقب إلى انتفاضة أوروبية أخرى في ملعب أنفيلد الشهر المقبل بعد خسارته 1-صفر خارج ملعبه أمام أتليتيكو مدريد في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمس الثلاثاء.
وسجل لاعب وسط منتخب إسبانيا ساؤول نيغيز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الرابعة من مسافة قريبة عقب ركلة ركنية، وهي من أسلحة أتليتيكو التقليدية في السنوات الأخيرة. وأهدر ليفربول، الذي فاز في 25 من 26 مباراة في الدوري الانجليزي الممتاز هذا الموسم، ويمضي في طريقه للفوز باللقب محطما أرقاما قياسية، سلسلة من الفرص للتعادل في الشوط الثاني، حيث اقترب محمد صلاح والقائد غوردان هندرسون من التسجيل. وسيلعب فريق المدرب يورغن كلوب على أرضه أمام أتليتيكو في 11 مارس إيابا في ملعب أنفيلد، الذي شهد انتفاضة مذهلة بفوزه 4-صفر على برشلونة في إياب الدور قبل النهائي العام الماضي بعد الخسارة 3-صفر ذهابا. وكان استاد واندا متروبوليتانو شاهدا على فوز ليفربول 2-صفر على توتنهام هوتسبير في نهائي دوري الأبطال العام الماضي، لكنه واجه منافسا مختلفا وسط أجواء متباينة تماما. وحظي أتليتيكو بدعم هائل من المشجعين رغم أنه يقدم أسوأ مواسمه المحلية في السنوات الأخيرة. ولم يظهر أتليتيكو هذا الموسم بنفس الشكل الذي جعله يبلغ نهائي دوري الأبطال في 2014 و2016 وينافس ريال مدريد وبرشلونة على لقب الدوري الإسباني. ويتأخر أتليتيكو بفارق 13 نقطة عن ريال المتصدر. لكن أمس قدم أتليتيكو عرضا دفاعيا صلبا ولم يمنح تقريبا أية مساحات لثلاثي هجوم ليفربول صلاح وروبرت فيرمينو وساديو ماني. وكان ماني محظوظا في عدم التعرض للطرد في الشوط الأول بعدما ارتكب خطأ عنيفا ضد شيمه فرساليكو رغم امتلاك بطاقة صفراء وقرر المدرب كلوب بذكاء استبداله بين الشوطين بالمهاجم ديفوك أوريجي، الذي أحرز الهدف الثاني في نهائي العام الماضي. وتسبب أوريجي في القليل من الخطورة على دفاع أتليتيكو ورغم ذلك حصل صلاح على فرصة لإدراك التعادل لكنه وضع الكرة بضربة رأس خارج الملعب، كما سدد هندرسون كرة مرت بجوار القائم مباشرة. وفي مباراة ثانية في المنافسة نفسها، قاد المهاجم النرويجي اليافع إيرلينج هالاند فريق بوروسيا دورتموند الألماني لانتصار ثمين على ضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي 2/ 1. وسجل هالاند (19 عاما) هدفي دورتموند في الدقيقتين 69 و77 وتكفل البرازيلي نيمار بالهدف الوحيد لسان جيرمان في الدقيقة 75. ومرت الدقائق الأولى من المباراة بشكل هادئ دون أي فرص تذكر للفريقين. وبعد مضي عشر دقائق من بداية المباراة كاد نيمار أن يفتتح التسجيل لسان جيرمان عبر ضربة حرة نفذها بشكل رائع لكن الكرة مرت بمحاذاة شباك دورتموند تماما. وأهدر جادون سانشو فرصة ثمينة لدورتموند في الدقيقة 14 بعدما خاض مشوارا ماراثونيا صوب منطقة الجزاء قبل أن يسدد كرة زاحفة خارج الشباك. وفرض دورتموند سيطرته على مجريات المباراة لكن دون فاعلية حقيقية على مرمى الحارس كيلور نافاس. وكاد سانشو أن يضع دورتموند في المقدمة مع حلول الدقيقة 27 بتسديدة مباغتة من داخل منطقة الجزاء ولكن نافاس كان يقظا وأنقذ الموقف. وضاعت فرصة أخرى محققة لدورتموند في الدقيقة 34 بعد هجمة سريعة انتهت بتمريرة من سانشو إلى هالاند الذي سدد كرة قوية لكنها مرت على بعد سنتيمترات من شباك سان جيرمان. ومرت الدقائق الأخيرة دون جديد على مستوى النتيجة لينتهي شوط المباراة الأول بالتعادل السلبي. وبعد مضي ثلاث دقائق من بداية الشوط الثاني تألق نافاس وتصدى لانفراد تام من إيمري تشان. وسيطر دورتموند على الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني قبل أن تنتقل السيطرة إلى سان جيرمان لكن دون فرص محققة على المرميين. وضاعت فرصة هدف محقق لسان جيرمان في الدقيقة 65 بعد تسديدة قوية من كيليان مبابي أبعدها رومان بوركي حارس دورتموند ببراعة لترتد الكرة إلى نيمار الذي سدد كرة قوية أيضا لكن مرت مباشرة بجوار الشباك. وفك هالاند لوغريتمات المباراة بتسجيله هدف التقدم لدورتموند في الدقيقة 69 بعد هجمة سريعة انتهت بتمريرة من أشرف حكيمي إلى رافاييل جيريرو الذي سدد صوب المرمى، لكن الكرة لمست أحد المدافعين وتهيأت لهالاند أمام المرمى مباشرة ليسدد بكل سهولة في الشباك. وأدرك نيمار التعادل لسان جيرمان في الدقيقة 75 بعدما تلقى تمريرة رائعة من مبابي أمام المرمى مباشرة ليسدد دون عناء في الشباك الخالية. وتقمص هالاند دور البطولة وسجل الهدف الثاني له ولدورتموند في الدقيقة 77 بتسديدة صاروخية بقدمه اليسرى من خارج منطقة الجزاء بعد تمريرة ذكية من جيوفاني ريينا. وأهدر نيمار فرصة ذهبية لتسجيل هدف التعادل لسان جيرمان بعد ارتباك دفاعات دورتموند ووصول الكرة للمهاجم البرازيلي أمام المرمى مباشرة لكنه سددها قوية خارج الشباك. وأضاع أشرف حكيمي فرصة مؤكدة لتسجيل الهدف الثالث لدورتموند قبل أربع دقائق من النهاية بعد تمريرة من سانشو أمام المرمى مباشرة ليسدد اللاعب المغربي كرة قوية لكن بعيدا عن المرمى. وكاد تياجو سيلفا أن يخطف هدف التعادل القاتل لسان جيرمان في الوقت بدل الضائع لكن ضربة رأسه مرت من فوق الشباك مباشرة.