يأتي اليوم الدولي للرياضة هذا العام، والعالم في أمس الحاجة للاعتراف بقيمتها وقيمها ومبادئها، حيث أنها تمنح الإنسان الطاقة الإيجابية في مثل هذه الظروف، تحت وطأة توقف الأنشطة المختلفة، وبقاء معظم الفئات والشرائح في أغلب دول العالم بمنازلهم لممارسة "العمل عن بعد".
كما تسهم الرياضة في رفع كفاءة جهاز المناعة في الجسم ، في الوقت الذي تستقطب فيه طاقات الشباب والكبار لممارسات مفيدة للجسم والعقل معا، بعيدا عن أي سلوكيات أخرى قد تأخذهم إلى ساحات العبث والضياع.
وفي هذا اليوم الموافق 6 أبريل من كل عام الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013 ليكون يوما دوليا للرياضة من أجل السلام والتسامح، تقف الإمارات شامخة أمام العالم لتقدم نموذجا فريدا من نوعه يعلي قيم السلام والتسامح ويحول الفكرة والأهداف التي أطلقتها الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تطبيق وممارسة على أرض الواقع.
و تعتبر الإمارات من الدول القلائل في العالم التي تسمح للمقيمين على أرضها من 200 جنسية مختلفة بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية حيث وجّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة"حفظه الله" في 2 نوفمبر 2017 بالسماح لأبناء المواطنات ومواليد الدولة وحملة المراسيم والمقيمين للانخراط في البطولات والمنافسات المحلية الرسمية، وقد طبقت كل الاتحادات على الفور هذا القرار بدعم كامل من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية.
كما يأتي هذا اليوم ليشهد أيضا بأن الإمارات من الدول القلائل في العالم التي تخصص يوما وطنيا للرياضة، وتشكل له لجنة عليا على أعلى مستوى تضم لجانا فرعية موزعة على كل إمارات الدولة، تنخرط فيه كل فئات المجتمع في ممارسة الرياضة، وتسعى لجعلها أسلوب حياة، يحافظ على صحة الإنسان، ويزيد من قدرته على الإنتاج والعمل في أي موقع، ويرفع من جودة أدائه، ويمنحه السعادة المتجددة، خصوصا إذا كان هذا الأسلوب متبع بشكل يومي منهجي سواء في المنزل أو في الميادين العامة أو في الأندية والساحات والصالات الرياضية، وتمتلك الإمارات بنية تحتية متميزة من المدن الرياضية والاستادات والملاعب والميادين والساحات تجعلها وجهة عالمية للرياضة، وتؤهلها لاستقطاب كبرى الأحداث الرياضية القارية والعالمية في مختلف الألعاب، بما قاد أبوظبي للفوز بلقب الوجهة الأولى في العالم لسياحة الرياضية عام 2019.
ومما يعزز مكانة الدولة في مجال الرياضة للجميع أنها كانت سببا في تكريم الدكتور ليوناردو ماتارونا أستاذ مساعد الإدراة الرياضية في الجامعة الأمريكية بدبي بأعلى وسام من قبل الاتحاد الدولي للتربية البدنية، وتأكيده على أن الأبحاث وأوراق العمل التي أعدها عن مشروع الإمارات في هذا المجال هي التي قادته لهذا التكريم، وأن برامج الرياضة للجميع في الإمارات كانت مصدر الإلهام الرئيسي لنيل هذا الوسام، واختياره سفيرا للاتحاد الدولي للتربية البدنية في الشرق الأوسط للسنوات الثلاث المقبلة، وأكد في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة أمام الجميع أن تجربة الإمارات في تطبيق الرياضة للجميع وراء تحقيقه لهذا الإنجاز.
وتحتفي الإمارات كل عام برياضييها حيث تكافئ المتميزين فيها بمكرمة صاحب السمو رئيس الدولة السنوية التي تتحول إلى احتفالية كبرى تظلل كل أصحاب الإنجازات، وتجمع كل من رفع علم الدولة على أي منصة خارجية، وتشد على أيدي المتميزين في المجال الرياضي، وتمنحهم المكافآت المالية التي تعكس تقدير إنجازاتهم، وتحفزهم على تقديم المزيد من الجهد، وتلقي الضوء على قصص النجاح كي تلهم بها كل مجتهد يبحث عن القدوة والمثل للإبداع في المجال الرياضي.
وفي هذه المناسبة يقول المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس الاتحادين العربي والإماراتي للمبارز إن الإمارات سباقة في نشر ثقافة الرياضة بالمجتمع، وأن جهود الدولة لا تقتصرعلى توفير المرافق والخدمات لمن هم في قطاع البطولة، ولكنها تمتد للممارسين في مختلف الأعمار والفئات رجالا وسيدات، ومن أجل ذلك كانت الرياضة حاضرة في تخطيط المدن، وتحديد الحدائق والمراكز الشبابية المؤهلة لاستقطاب الممارسين، وراغبي تأدية التمارين الرياضية اليومية البسيطة في أي وقت من أوقات اليوم وفي مقدمتها المشي والجري.
وأضاف المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي: في هذه المناسبة نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات لدعمهم المتواصل للرياضة والرياضيين، وتوفيرهم لكل الإمكانات اللازمة من أجل الوصول بالخدمة الرياضية لكافة شرائح المجتمع.. وأتوجه بالشكر إلى سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية على متابعته الحثيثة للشأن الرياضي، وحرصه على تطبيق كل الاتحادات الرياضية لقرار صاحب السمو رئيس الدولة الذي ساهم في اتساع قاعدة الممارسين بشمول الفئات الأربع الجديدة، وهي أبناء المواطنات ومواليد الدولة وحملة المراسيم والمقيمين واستيعابهم في المسابقات المحلية المختلفة بكل الرياضات.
في السياق نفسه أكد سعادة محمد سالم الظاهري نائب رئيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو أن الإمارات من الدول الرائدة في العالم لاعتماد الرياضة ضمن المناهج الدراسية، وتوفير الملاعب والصالات للطلبة في المدارس من أجل الكشف عن مواهبهم في المراحل السنية المبكرة، وكانت رياضة الجوجيتسو نموذجا يحتذى به في هذا المجال، حيث أن عدد ممارسيها من طلبة المدارس زاد عن 80 ألف لاعبا ولاعبة في مختلف إمارات الدولة، وهو الأمر الذي ساهم في تطور اللعبة بالدولة ووصولها إلى العالمية في فترة زمنية وجيزة، كما أن الدولة تنظم مسابقات في مختلف الرياضات من خلال الأولمبياد المدرسي.
وقال الظاهري: المجتمع الإماراتي محب للرياضة، ويمارسها كل بحسب قدراته وسنه، لأن العقل السليم في الجسم السليم، وتبرز قيمتها في المرحلة الراهنة لأنها جسر آمن لمواجهة التحديات الصحية، وتعزز من جهاز المقاومة لدى الإنسان، ونحن في اتحاد الإمارات للجوجيتسو شعارنا هو "المساهمة في بناء جيل قوي"، ولا نبحث عن الإنجازات فقط من هذه الرياضة، لكننا نبحث عن قيم كثيرة متصلة بها منها الانضباط ، والصبر، والتحمل، واحترام المنافس، والثقة بالنفس والتحلي بالروح الرياضية والشجاعة، وكل هذه الصفات تصنع الإنسان المتزن والمفيد لمجتمعه وتساعد بحق على بناء أجيال قوية قادرة على تحمل المسؤولية والمساهمة في بناء نهضة المستقبل.