في غضون أربع سنوات فقط، تطور مستوى فريق الإمارات من فريق صاعد وشاب، إلى مؤسسة عالمية المستوى فازت بأرفع لقب وأضخم سباق للدراجات على وجه الأرض، حققه نجم الفريق الدراج تادي بوجاتشار الذي توج اليوم في فرنسا تتويجا أسطوريا.
واحتفالا بهذا الإنجاز الرياضي، أضيء برج خليفة في دبي الذي يعدّ أحد أبرز المعالم العالمية بألوان الفريق، تكريما لإنجازاته، وإلهاماً للجيل الجديد من الدراجين الإماراتيين.
وبات بوجاتشار، الذي يصادف اليوم عيد ميلاده الثاني والعشرين، أصغر دراج يفوز بجولة فرنسا خلال 111 سنة، وذلك عندما عبر خط النهاية في شارع الشانزيليزيه الشهير في العاصمة الفرنسية "باريس" مساء أمس.
لكن هذا الفوز الرائع لم يتحقق في ذلك اليوم فحسب، أو بفضل جهود تادي وحده؛ بل جاء بعد جولة استمرت ثلاثة أسابيع، قطع فيها مسافة 3,385 كم عبر فرنسا، مدعوماً بجهود الفريق بأكمله، حيث انطلق سبعة دراجين آخرين من خط البداية في مدينة نيس يوم 29 أغسطس، ونصب أعينهم هدف واحد هو الفوز في التصنيف العام من خلال الدراج الشاب تادي بوجاتشار.
لم تثمر جهود الفريق في تحقيق ذلك الهدف فحسب، بل أضاف إلى رصيده الفوز بأربع مراحل من أصل 21 مرحلة / ألكسندر كريستوف – المرحلة 1، و تادي بوجاتشار – المراحل 9 و 15 و 20 /، والاحتفاظ بالقميص الأبيض لأفضل دراج شاب، والقميص المرقط للسباقات الجبلية .. وبذلك، سطّر بوجاتشار وفريق الإمارات إسميهما في سجلات التاريخ، في لحظة فارقة في عالم رياضة الدراجات.
وتعليقاً على هذا الإنجاز الكبير، قال بوجاتشار : ما زلت غير مصدق تماماً لما حصل، فها أنا أقف مرتدياً القميص الأصفر لجولة فرنسا؛ إن لساني يعجز عن وصف ما أشعر به .. تركزت كل التدريبات هذا العام على هذه الجولة، وقد خضتها وأنا بأفضل حال، و رغم أننا فقدنا بعضا من رفاقنا في الفريق خلال تلك الجولة، إلا أننا لم نيأس وحافظنا على إيجابيتنا ..
امتدت الجولة على مدى ثلاثة أسابيع قضينا خلالها وقتاً رائعاً ساد خلاله جو من الإيجابية وروح الفريق".
و رغم أن بوجاتشار هو صاحب الانجاز، إلا أن جهود الفريق بأكمله كانت عنصراً أساسياً، حيث اعتمد على رفاقه في الفريق، وهم تحديدا ديفيد دي لا كروز، وديفيد فورمولو، وفابيو آرو، وألكسندر كريستوف، وفيجارد ستيك لاينغن، وماركو ماركاتو، و يان بولانك، حيث أسهمت جهودهم المتواصلة في المحافظة على سلامة بوجاتشار ومكنته من تحقيق أفضل أداء يوماً بعد يوم، مهما تنوع مسار السباق، وتضافرت جهود الفريق وتفانيه مع موهبة بوجاتشار ليتحقق هذا الفوز التاريخي الرائع لفريق الإمارات.
و رغم أن هذا الفوز هو الأكبر والأهم لفريق الإمارات عبر تاريخه الذي يمتد أربع سنوات، غير أنه ليس الانتصار الأول، ففي عام 2019، حصد الفريق 31 انتصارا، منها فوز بوجاتشار بثلاث مراحل في جولة إسبانيا، كما حقق الفريق في عامي 2018 و 2017، 14 فوزاً و19 فوزاً على التوالي.
أما هذا العام، فقد وقف دراجو الفريق على منصات التتويج 28 مرة، أربع منها في بطولات وطنية، في وقت لم يمض فيه سوى نصف الموسم فقط.
ومما لا شك فيه أن فريق الإمارات يشهد منحنى تصاعدياً من حيث الأداء، حيث حرص الفريق على الارتقاء بتشكيلته وأداء دراجيه عاماً بعد عام، ومع توقيع بوجاتشار لعقد طويل الأمد مع الفريق، يتوقع الفريق تحقيق المزيد من الانتصارات، حيث يقول بوجاتشار : منذ لحظة انضمامي إلى فريق الإمارات، غمرني شعور بانتمائي إلى عائلتي، أحظى بالعديد من الصداقات ضمن الفريق، وسط جو إيجابي يسود أعضاء الفريق من دراجين وفنيين .. وذلك، بلا شك، أحد أهم الأسباب التي دفعتني إلى تجديد عقدي حتى عام 2024 .. إن فريق الإمارات هو مشروع طويل الأمد يرعاه عدد من أبرز الرعاة، وإنني فخور بأن أكون جزءاً من هذا المشروع الضخم.